في حوار لـ(المدى).. الروائي المصري أحمد مراد: بغداد مكان سحري للتصوير وأطمح لعمل فيلم فيها

في حوار لـ(المدى).. الروائي المصري أحمد مراد: بغداد مكان سحري للتصوير وأطمح لعمل فيلم فيها

  • 1391
  • 2020/12/11 09:42:50 م
  • 0

جاهـز لـكتابـة "الـفــيـل الأزرق 3"

اتهموني بالإلحاد بسبب "موسم صيد الغزلان"

أنا كسرت كل التابوهات وعلى الأديب أن يكون شجاعًا

 المدى/ عامر مؤيد 

 عدسة/ محمود رؤوف

ضمن الفعاليات الثقافية المرافقة لمعرض بغداد الدولي للكتاب، تواجد الكاتب المصري المعروف احمد مراد الذي اشتهر بكتابته لروايات عديدة تحول اغلبها الى افلام سينمائية مهمة لعل ابرزها الفيل الازرق من بطولة كريم عبد العزيز. 

وخلال تواجده داخل اروقة المعرض اكد أحمد مراد احساسه بان المكان ليس بغريب عنه لوجود نهر داخل البلد يجعل الحالة مشابهة بين العراق ومصر فالتشابه بين القاهرة ونهر النيل يشبه وجود الفرات ودجلة في العراق.

وحقق فيلم "الفيل الأزرق" بجزأيه الأول والثاني، إيرادات عالية جعلت الجماهير تطالب بجزء ثالث للفيلم وهو ما اعلن عنه الكاتب احمد مراد في الحوار الذي اجريناه معه. 

الحوار مع أحمد مراد أجري بشكل مباشر أمام الجمهور الذي ساهم ايضاً في طرح الأسئلة في واحدة من جلسات المعرض.

* كيف رأيت معرض العراق الدولي للكتاب؟

- أولا أود أن أشكر مؤسسة المدى جدا كدار نشر وكمؤسسة كبيرة جدا على التحدي في إقامة هذا المعرض، نحن في مصر أجلنا معرض القاهرة، وأن تتم اقامة هذا المعرض بهذه الطريقة الاحترافية فاعتقد ان الموضوع مثير جدا في ظل الظروف الحالية واعتقد ان الظروف هنا في العراق اصعب بعشر مرات من ظروف مصر، في ظل الظروف الامنية والحياتية وكوفيد 19 وان نرى دولا كثيرة تشارك في المعرض، أعتقد انكم بينتم للعالم انكم اكبر بكثير مما يتخيل الجميع.

* كيف تلقيت دعوة الحضور وماذا قررت حينها؟ 

- عندما تلقيت الدعوة من مؤسسة المدى فكرت هل فعلا سيقام هذا المعرض ام هذه مجرد دعوة؟، لكن عندما شاهدت الجدية في التنفيذ كنت سعيدا جدا، فنحن نعلم جميعا اننا في مصر نكتب ولبنان تطبع وانتم في العراق تقرأون وعندما وصلت هنا وجدت ذلك حقيقيا جدا، من خلال جلوسي مع الكثير من الاشخاص وجدت ثقافة عالية واطلاعا كبيرا، وانا سعيد جدا بوجودي في المعرض وسعيد برؤيتكم، اكتشفت ان زيارتي متأخرة جدا لكن كل شيء يحصل في أوانه.

* لديك شعبية كبيرة في العراق أيضا كيف تتعامل مع ذلك؟ 

- أنا اتلقى رسائل كثيرة من القراء في العراق لكن لم اتخيل اني سأكون سعيدا بهذه الطريقة عندما التقي بهم، أنا بنفسي تفاجأت بذلك، وعند عودتي للقاهرة سأفتخر بكم أمام الجميع وسأقول لهم ان لدي جمهور كبير في العراق وأنا اشكركم على تعبكم في الوصول للمعرض.

* حدثنا عن روايتك الأخيرة وما هو عنوان الرواية وتفاصيلها؟ 

- الرواية تحمل اسم "لوكاندة بير الوطاويط" وهي روايتي السابعة واستغرقت في كتابتها بحدود العامين، واكتشفت ان لدي روتينا معينا في الكتابة وهو حاجتي لحوالي من 3 الى 5 أشهر من البحث فقط وأحاول أن افهم الزمن والادوات التي سأعمل بها، ومن ثم أضع المعالجة وأرى كيف سأكتب تلك الرواية، ومن ثم أضع الشخوص داخل الرواية وأبدأ عملية الكتابة.

* أين وجدت الصعوبة في هذه الرواية؟ 

- صعوبة هذه الرواية أن احداثها تدور قبل 155 عاما، نحن من البلاد التي لا تحتفظ بشكلها العام ولو ذهبنا لنبحث عن تفاصيل الاشياء قبل 155 عاما سنجد بعض القصور القديمة فقط، لكن لا توجد معلومات كثيرة ما جعلني أبحث أكثر، عن كيفية التعامل بين الناس وكيفية وضع المرأة، ومن هنا بدأت اضع التواريخ والاحداث وفي النهاية كانت شخصية "سليمان السيوفي" وهي الشخصية المضطربة عقليا، وكان من هذه الشخصية حل جميع الجرائم داخل الرواية، حيث كانت رحلة كبيرة واعظم شيء هي فكرة الراوي المتكلم وكنت اتحدث بصوت البطل ولك أن تتخيل وضع بيتي خلال مدة سنتين.

* هل سنشاهد مذكرات أخرى لعمل لـ"لوكاندة بير الوطاويط"، خاصة وأنها كانت مرقمة؟

- في الحقيقة نحن وجدنا مذكرات كثيرة جدا لكن ما وضع هو الجيد منها، وبشكل شخصي اتمنى ان اكتب مذكرات اخرى، واكاد اجزم انني سأجد مذكرات اخرى لكن ليست في الرواية القادمة.

* أسرياً كيف أثرت موضوعة كتابتك للرواية ولمدة سنتين؟ 

- عشت حالة من التوتر الكبير وأنا اكتب، اكتشفت في النهاية من خلال زوجتي شيرين أنني كنت اتحدث بصفة الجماعة كـ"نحن انتهينا من كذا، نحن اكملنا الفصل الفلاني من الرواية" وقالت لي زوجتي انك لم تكن تتكلم عن نفسك فقط كنت تتكلم بصيغة الجمع، وذلك يحصل في نهاية الرواية حيث تحدث لي أحداث وتفاصيل بسبب الكتابة المتواصلة واندماجي مع الشخصيات داخل الرواية.

* ما صحة جملة "الكتاب الأخير هو الأصعب للكاتب"؟

- اي شخص يكتب الروايات سيكون فاهما أنه اثناء كتابة الرواية سيشعر أنها ستكون الاخيرة ويشعر أنه لن يكتب مرة اخرى كمثال المرأة الحامل عندما تكون في آخر أشهر الحمل عندما تسألها هل ستكررين التجربة بالتأكيد ستقول لا، الكاتب ايضا يشعر بنفس الاحساس ويقول إنه لن يكتب مرة اخرى بسبب صعوبة الامر، لكن بمجرد أن ينتهي من كتابة الرواية يبدأ من جديد ويشعر أنه بحاجة للكتابة مرة أخرى.

* ما هي الرواية التي أحسست بصعوبتها؟ 

- "أرض الإله" كانت بالنسبة لي من الروايات الصعبة جدا بسبب الرجوع بالزمن للاسرة الثامنة عشر في مصر القديمة وقصة حب تدور في هذا الزمن، فيما رواية تراب الماس اضطرتني أن ادخل للسجون وادخل للمشرحة كي أرى ماذا يحصل للجثث، لكن بعض التجارب من الضروري ان تكون خيالية.

* هل سببت لك بعض الروايات مشاكل بسبب أفكارها؟ 

- بالتأكيد حصل هذا الامر، وبعد رواية "موسم صيد الغزلان" الكثير من الناس اتهموني بالالحاد، فهم يظنون ان ما اكتبه هي افكاري وتخيلاتي ولكن طبعا هي اندماج مثل اندماج الممثل وفي النهاية كل رواية هي رواية صعبة لغاية الانتهاء منها.

* في "كيرة والجن" هل اضطررت أن تغير في الرواية من أجل الفلم؟

- "كيرة والجن" هو الاسم التجاري لروايتي "1919"، وهي رواية تدور في مصر من عام 1919 لغاية 1924، وتجسد مرحلة الثورة ضد الانكليز وتحدي الانكليز لاخراجهم من البلد، وعندما بدأنا العمل على الفلم كانت هنالك تحديات كثيرة، واكبر تحدي هو أن مصر التي في الرواية ليست موجودة في الحقيقة، والشوارع موجودة لكن المباني واشكالها غير موجودة، وغلاء الفلم وتكاليفه هي اكسسوارات البطل والسيارة والدولاب والسجادة وكل شيء يجب ان يعود لسنة 1919 وذلك غير موجود وعليك ان تشتري كل شيء، غيرنا الاسم لان هنالك تغيرا جذريا داخل الرواية فانا اضفت شخصيات كثيرة وتغييرات كبيرة ستحدث مفاجأة خصوصا للاشخاص الذين قرأوا الرواية، الفلم من بطولة أحمد عز وكريم عبد العزيز وهند صبري وسيد رجب وهدى المفتي واياد نصار وآخرون.

* حدثنا عن الفيلم وإنتاجه؟

- اعتقد ان الفلم من اضخم الانتاجات في السينما، وانتهينا من تصوير 50 بالمئة من التصوير، وكوفيد 19 أخرنا كثيرا لاننا بدأنا تصوير الفلم قبل ظهور الفايروس بـ 20 يوما فقط واضطررنا للتوقف، ومن ثم بدأنا من جديد بعد أن عادت الحياة تدريجيا لكن ارتباط الممثلين بأعمال رمضانية أخرنا ايضا وهناك ممثلون أجانب بسبب عودتهم لبلدهم والرجوع مرة اخرى ايضا لعب دورا في تأخير التصوير.

* متى سيصدر الفيلم الخاص برواية 1919؟

- للاسف لا اعلم للان متى العرض الرسمي للفيلم، لكن نحن كفريق عمل نأمل في المقام الأول ان ننتهي من التصوير، والامر الثاني ان لا تأتي موجة اخرى من كوفيد 19 الذي بامكانه ان يؤجل التصوير.

* ما هي طقوسك في عرض الأفلام؟

- سأحدثكم عن واحد من طقوسي مع عرض الافلام، أنا في أول يوم من العرض أحجز تذكرة في الصف الاول ولا انظر لشاشة السينما بل أنظر للجمهور لارى ردود الافعال وهذه متعة كبيرة بالنسبة لي.

* لنستبق الأحداث ونعرف ما هو العمل القادم وأين يتجه أحمد مراد؟

- أنا حاليا في مرحلة اعداد روايتي الجديدة وعلى وشك ان ابدأ بالكتابة، ولن اتحدث بتفاصيلها لتكون مفاجأة للقراء، وايضا من بعد فلم "كيرة والجن" اعمل على فلم آخر وهو ليس عن رواية من رواياتي بل هو شيء جديد.

* عندما يبدأ الشخص في الكتابة كيف يعلم امتلاكه الموهبة من عدمها؟ 

- اعتقد ان الكتابة كالسباحة لكي تعرف فعليك ان تكون قادرا على السباحة والقفز في الماء، الكتابة كذلك عليك ان تكتب، القضية الاخرى هي ان الحديث الذي تحكيه في المقهى وان تجذب الجمهور هذا لا يعني انك كاتب، فالكتابة تحتاج الى ان تكتب كل يوم حتى وان لم يكن لديك شيء تكتبه.

* هل من الممكن مشاهدة مسلسل من إنتاج "نتفلكس"؟

- في الوقت الحالي المنصات في حالة بحث عن النصوص الجيدة، بالفعل هناك كلام بهذا الشأن وهنالك عروض واستلمت اكثر من فكرة لكن حاليا نحن في حالة استقراء مستمر وبما اننا فريق عمل فنحاول ان نركز على عمل واحد خصوصا واننا نعمل على فيلم "كيرة والجن" وهذا الفلم هو سيحدد الخطوة التالية، ان كنت سأكتب لاحدى تلك المنصات، انا اريد ان اكتب مسلسل من 5 او 6 حلقات وسأكون سعيدا بذلك، لكن هل سيكون ذلك مناسبا في الوقت الحالي أم اذهب لكتابة (الفيل الازرق 3) أم اعمل على روايتي الجديدة كل هذه القرارات ستتضح في المستقبل.

* ماذا أضافت لك السينما ككاتب وسينارست؟ 

- السينما اسرع وسيلة في الوصول، بما ان الفلم يصل الى القارئ والى الشخص الذي لا يقرأ، اذا هو وسيلة سريعة وقوية جدا، انا خريج معهد سينما تصوير سينمائي، وبدأت العمل كمصور سينمائي، واستفدت كثيرا من ذلك ووالدي ايضا مصور فوتوغرافي حيث كنت ارى التفاصيل من خلال الصورة وكل لحظة مارست فيها السينما استفدت منها.

* بماذا تختلف السينما عن الرواية؟ 

- الرواية بالامكان ان نقرأها خلال شهر او اكثر لكن الفلم ساعتين فقط من الزمن وفي حال لم اكن قادرا على ابهارك فمعنى ذلك اني سأخسر ماديا لذا هو فن على المحك ويجب التعلم من ايقاعه وسرعته وتغير الاجيال في استقبال الادب والسينما لذلك مؤشر السينما مفيد للادب.

* الجميع أصبح ينتقد العمل الروائي أو السينمائي.. هل من حق القارئ أو المشاهد طرح ذلك؟ 

- في السابق مثلا، كان الأستاذ والكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ يقابل قراء أعدادهم قليلة جدا لانه كان يشاهدهم من خلال الندوات لعدم وجود الوسائل الموجودة في الوقت الحالي او بشكل منفرد عن طريق الصدفة.

اما فيما يخصني فانا اكتب الرواية وبعد ان تطرح في السوق بساعات اجد ردود افعال القراء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي واعتقد ان هذا مؤشر جيد ومن حق اي احد ان يطرح رأيه فيما يقرأ.

* لديك تعليق بتشبيه الكتابة بالطعام ما أوجه التشابه؟ 

- ليس من الضروري ان نحب جميعا نفس الطعام كذلك الكتابة كالطعام لا تعجب الجميع، اعتقد ان الفن كالرسم والسينما والكتابة علينا ان نتلقاها كما هي، وانا سعيد بالتفاعل الذي يحدث معي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي او حتى عند مشاهدتي لهم.

* ما رأيك في الأكل البغدادي بهذه المناسبة؟ 

- مع وصولي العاصمة بغداد تناولت امس سمكة عجيبة تسموها في العراق "سمك مسكوف" كانت عظيمة جدا وجعلتني سعيدا بمذاقها اللذيذ.

* شخصية مثل يحيى راشد في فلم "الفيل الأزرق"، شخصية مذنبة كيف جعلت المشاهد يتفاعل ويتعاطف معها؟

- جزء من حيثيات كتابة الشخصية، اننا لا نكتب شخصية تعطي النصح فكلما كانت الشخصية مليئة بخطايا البشر وتمتلك شيئا يشبهني سيجعلني اتمسك بالشخصية اكثر، نحن نكره الشخصية التي تتحدث عن القيم، مثال على ذلك فلم باتمان، فشخصية "باتمان" طوال الفيلم تريد ان تعتزل ما تفعله وان له بديل بشكل قانوني ما جعلنا نفقد التعاطف معه، على عكس شخصية الجوكر التي تعلقنا وتعاطفنا معها رغم انه كان شريرا والسبب انه قال انا شرير وهذا هو انا.

* هل حضرت لرواية الفيل الأزرق 3؟

- في الحقيقة انا لست مطالبا بكتابة الفيل الازرق 3، لكن اعتقد ان لدينا تحديا كبيرا لان السقف ارتفع، تركيزنا في الوقت الحالي على فلم "كيرة والجن"، عندما ننتهي من الفلم ستتضح الصورة، لان هنالك أزمة كبيرة خاصة بدور العرض لاننا نفكر في كيفية وصول الفلم بدون خسارة مالية، وانا جاهز لكتابة الفيل الازرق 3 ولا داعي للقلق، أجمل شيء يحصل لي في الفترة الاخيرة هو وصول رسائل تعرض فيها افكار لفلم الفيل الازرق 3، يحاول من خلالها المتابعون مساعدتي في كتابة الفلم.

* هل سنشهد تعاوناً درامياً بين العراق ومصر؟ 

- في الحقيقة، العراق بلد جميل في التصوير من حيث الأماكن المميزة التي يملكها، فاثناء تجوالي في العاصمة شاهدت كل الف ليلة وليلة وأتمنى ان نصور احد الأفلام هنا ذات يوم.

* أحمد مراد هل سيخرج خارج أعمال الغموض وما وراء الطبيعة؟

- في الحقيقة انا لم اكتب ماورائيات الطبيعة سوى "الفيل الازرق"، والبقية هي من "الخيال" وليست ماورائيات، وانا احب الخيال جدا لاسيما وانني من برج الدلو والخيال شيء لا ارادي واعتقد ان الجميع بحاجة للخيال.

* هل القراء يتفاعلون مع روايات الخيال بشكل أكبر؟

- عندما تدخلون على موقع الامازون ستشاهدون ان من بين عشر روايات فان السبعة الاعلى مبيعا هي روايات خيال ونحن نفتقد الخيال في الوطن العربي، لذا أقوم بالكتابة من احساسي والفكرة هي من تقودني وانا اكتب الواقعي وغير الواقعي.

* هل لديك تخوفاً من نقل شخصيات الرواية للأفلام؟ 

- للان ليس لدينا الوعي ما بين المتفرج والقارئ وعليهم ان يفهموا ان رؤية المخرج هي رؤية الفلم، فالكثير من الناس عرفتني من خلال الافلام وليس من خلال قراءة رواياتي وانا لا اخاف من نقل شخصيات الرواية الى الفلم لانها مباراة ثانية لي، وهو تحد كبير وقوي وانا سعيد به.

* هل تفكر أن تدخل بعض التابوهات العربية في الأفلام القادمة؟

- انا كسرت كل التابوهات ولا افكر في التابوهات، فتجدوني امشي مع القصة حيثما تمشي، واعتقد ان الادب ليس من المفروض ان تكون فيه تابوهات فاذا كان الاديب جبانا فلن يعجبكم ذلك، فعلى الاديب ان يكون اشجع شخص في هذه القاعة لكي اقول ما لا تقدر انت على قوله.

أعلى