معرض الكتاب يناقش واقع الدراما العراقية

معرض الكتاب يناقش واقع الدراما العراقية

  • 1161
  • 2020/12/12 08:00:31 م
  • 0

 بغداد/ بكر نجم الدين

 عدسة/ محمود رؤوف

ضمن فعاليات اليوم الثالث لمعرض العراق الدولي للكتاب انطلقت الجلسة الثقافية السادسة بعنوان (رؤية واقعية في الدراما العراقية)، بإدارة باسم الطيب، وبحضور المخرج مهند أبو خمرة، والفنانة زهراء حبيب بن ميم، وجمع غفير من الجمهور والصحفيين والشخصيات المهتمة بالدراما العراقية.

 

رحب مقدم الجلسة بالضيوف والحضور، ثم حدد أقسام الجلسة بين مسلسل (هوى بغداد) والدراما العراقية بتفاصيلها السلبية والإيجابية، مشيداً بالأعمال المميزة للمخرج العراقي مهند أبو خمرة، وبالأداء المبدع للفنانة زهراء حبيب.

وقال الطيب إن الكثير من الأعمال الدرامية تساهم في بناء المجتمع، بينما أعمال أخرى قد تهدمهُ، لذلك أصبحت المسؤولية أكبر في العمل الدرامي.

ثم يطرح السؤال الأول على المخرج قائلاً: هل أثّرت وسائل التواصل الاجتماعي على الأعمال الدرامية العراقية، لاسيما بعد أن أصبح الجمهور مختلفا يستطيع التعليق والنقد بشكلٍ مباشر؟

يجيب أبو خمرة: إن العالم يتطور باستمرار، وبالتالي اضافت وسائل التواصل الاجتماعي مفاهيم جديدة، فرضت من خلالها على صانعي الدراما التفكير بكيفية التأثير على متداولي تلك الوسائل، وآلية التفاعل معهم. مبيناً أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تحسين جودة ونوعية العمل الفني، فالجمهور هو الناقد والزبون لذلك يُعتبر مقوماً للعمل.ينتقل الطيب إلى ضيفة الجلسة ويوجه لها السؤال قائلاً: ظهورك في مسلسل (هوى بغداد) هو الأول على الشاشة العراقية، فكيف قرأتِ الواقع العراقي؟ وهل فكرت في النجاح أم خشيت التجربة؟ 

ترد زهراء: " لم أتردد أبداً، لكن غيابي عن العراق لأكثر من ١٥ سنة، وصعوبة الجمهور العراقي الذي يبحث في أدق التفاصيل، وضعني أمام تحدٍ كبير، فلابد من الظهور بمستوى يتناسب مع توقعات الجمهور"، موضحةً أن قبولها لمسلسل (هوى بغداد) بعد قراءة حلقة واحدة فقط، جاء نتيجة الرسالة التي يحملها النص، والتي تسلط الضوء على جمال بغداد وجوانبها الإيجابية.

وفي السياق نفسه يوجه مقدم الجلسة سؤالاً لضيفهِ المخرج: هل كنت تتوقع هذا النجاح الذي حققهُ مسلسل (هوى بغداد)؟

فيجيب ويبرر قائلاً: "الدراما عمل تجاري، والمسلسل يتحدث عن الحب والعلاقات العاطفية البعيدة عن السوق العراقي، موضحاً أن فكرة تصوير المسلسل في بغداد تبيّن مدى المغامرة والمخاطرة في هذا العمل"، إلا أن المسلسل لاقى نجاحاً كبيراً في الجزء الأول، مشيراً إلى أن الجزء الثاني من (هوى بغداد) سيكون مفاجأة للشارع العراقي قريباً.لينتقل المقدم إلى الفنانة متسائلاً: هل سيرى الجمهور العراقي زهراء في أعمال درامية ثانية، وهل قررت العمل مع المخرج أبو خمرة فقط؟

اجابت الفنانة: "إن ذلك ممكن، لكن عندما تتواجد في فريق عمل محترف ومهتم بصناعة النجوم والأحداث والنظرة العامة، وفق أساليب حديثة في الدراما العراقية، يرتفع سقف الطموح الشخصي، إلا أن ذلك لا يمنع من العمل مع مخرجين آخرين، ونصوص درامية مختلفة".

ثم يتعمق المقدم في تفاصيل المسلسل ويطرح تساؤلاً على المخرج: لماذا تضفي على شخصيات المسلسل طابع المثالية؟

يرد أبو خمرة متحدثاً: رغم أن المثالية موجودة بشكلٍ ضئيل، إلا أن الحياة لا تخلو منها، لذلك ركزت عليها من خلال رسائل مبطنة عن مفاهيم الشهامة والنخوة والغيرة والعفو، من أجل دفع الناس إلى الاقتداء بها واعتناقها.وعلى صعيد الدراما العراقية يتحدث المقدم موجزاً عن تاريخها ووضعها الراهن، مبيناً أهمية الغوص في تفاصيلها، بما يلبي تطلعات الجمهور العراقي، متوجهاً بسؤال جدلي للفنانة زهراء بن ميم: الدراما العراقية تراوح في مكانها، فكيف تشخصين ذلك؟لتجيب بن ميم قائلة: "الدراما بشكل عام تشبة الميزان، إذ نجد الواقع في كفتهِ الاولى، والطموح في الكفة الثانية، وتؤكد على ضرورة الموازنة بين الكفتين، مشيرةً إلى أن الواقع العراقي دسم بالمواد الضخمة كالحروب والأزمات، لذلك مهما قدمت الدراما العراقية لن تستطيع تغطية الواقع بأكملهِ، وبالتالي طغت كفة الواقع على الطموح، مبينةً أن هذه المعادلة أدت لبقاء الدراما العراقية محلها".

وتضيف: "إن الجمهور العراقي ذكي وناقد وصعب قد لا يتقبل أفكاراً جديدة، وأن المنتجين للعمل الدرامي يخشون المغامرة بتقديم أعمال جديدة قد لا تنجح، موضحةً أن الدراما العراقية لا تمتلك الجديد".

وفي إشارة إلى الأعمال الدرامية في الريف العراقي المخرج أبو خمرة يقول: "الريف روح الحياة، بما فيه من عادات وتقاليد"، وكشف عن حلقات من مسلسل هوى بغداد الثاني في الريف العراقي.

ثم ينتقل مقدم الجلسة إلى أسئلة ومداخلات الحضور، حيث وجّه السؤال الأول إلى المخرج مهند أبو خمرة من أحد المهتمين بالدراما العراقية قائلاً: كثير من المخرجين بدأوا بعمل بارز، ثم اتبعوه باعمال مكررة أدت لاندثارهم، فهل تخاف من تكرار أعمالك؟

يجيب أبو خمرة: "الحذر ضروري عند اتخاذ القرار في مثل هذهِ الأعمال"، وأشار إلى أن هوى بغداد الثاني لا ثالث لهُ، مؤكداً على انطلاقهِ في كتابة المسلسل الدرامي متصل الحلقات، والمختلف عن (هوى بغداد) بحلقاتهِ المنفصلة.

وفي المداخلة الثانية وجهت إحدى الحاضرات للمخرج أبو خمرة تساؤلاً: ما السر في النقلة النوعية من الكوميديا إلى الدراما؟

يرد قائلاً: "كان التحول من الكوميديا إلى الدراما مغامرة كبيرة لم تلاق الترحيب من الوسط الفني، لكني غردت خارج السرب رغبةً بتقديم الجديد للجمهور العراقي".

أعلى