في محبة الكتب: بصمة المدى.. والابتكار حاضرا

في محبة الكتب: بصمة المدى.. والابتكار حاضرا

  • 972
  • 2020/12/12 08:03:14 م
  • 0

 علاء المفرجي

معارض الكتب فرصةً استثنائيةً تُمنح لمحبيها ولروادها، حيث تتحول أروقتها إلى منتديات للتلاقح الثقافي، والتبادل المعرفي، والتواصل مع عالم الكلمة المقروءة، والاطلاع على أحدث تقنيات ووسائل النشر بين الناشرين، والكُتاب، ومحبي المطالعة.

وعادة ما توصف معارض الكتب بانها جزء من الهوية الحضارية للبلد أمام العالم، فالكثير من المتابعين للشأن الثقافي يرون في معارض الكتب الدولية باعتبارها فرصة للقاء الناشرين وايضا متابعة الاصدارات الحديثة، بل ولقاء صناعها، وايضا تسويق الكتاب، ومنح صناعه الفرصة في عمل بروبغندا له.

في المؤتمر الصحفي الذي أقيم قبل بدء المعرض وهو إجراء روتيني اعتادت عليه اغلب المعارض في العالم، وشرفتني المدى بتمثيلها فيه، وكذلك حضور جميع ممثلي الجهات الراعية.. وكان من ضمن اسئلة الصحفيين والاعلاميين الذي حضروا عبر السكايب وقائع هذا المؤتمر، سؤال من أحدهؤلاء الاعلاميين موجه لـ(المدى) بوصفها الجهة المنظمة لهذا المعرض، عن الجديد الذي يتضمنه معرض هذا العام في بغداد ويختلف عن المعارض السابقة. وكان علي ان اجيب على هذا السؤال.

واعتقد انه كان من الاسئلة (الصعبة) الي وجهت لي، لانه كان علي ان اتذكر وابحر في مسيرة (المدى) ونشاطاتها الثقافية في بغداد، طوال سبعة عشر عاما من تأسيسها.. فقد اقامت العديد من الانشطة الثقافية المبتكرة، والتي اسهمت بظروف اقل مايقال عنها ظروف استثنائية، اسهمت في تحريك المشهد الثقافي، بل وخلقت تقاليد مازال البعض يسير على نهجها في هذا المجال.. فتذكرت الافتتاح المبهر لعنقاء الثقافة العراقية، اعني به شارع المتنبي، يوم نالته سموم اعداء الوطن بانفجار ألحق التدمير الكامل فيه.. فمالذي صنعته (المدى) في هذه المناسبة؟ يكفي ان اقول انها اسهمت في نهوض هذه العنقاء من رمادها.. واتذكر مهرجانات المدى في اربيل وبغداد وتلك القدرة الفائقة في (المدى) على لم شمل المثقفين العراقيين بكل اتجاهاتهم ليقيموا عرسا حقيقيا للثقافة، كانت (المدى) عروسه.

اتذكر واتذكر.. الكثير من النشاطات الثقافية التي لم تكن لتتألق لولا سمة التميز بها، فجميع نشاطات (المدى) كانت لها بصمة مبتكرة ومختلفة عن كل النشاطات الثقافية، لدرجة ان جمهورها صار يعرف هذه البصمة للنشاط الثقافي إن كانت لـ(المدى) او لغيرها.

والبصمة هذه المرة كانت واضحة، لا تخطئها العين في معرض العراق الدولي للكتاب، ابتداء من عنوان المعرض الذي يحمل اسم شاعر الشعب مظفر النواب، وليس انتهاء بشعاره المصاغ من كلمتين لا أكثر (هلا بالكتاب) لكنها تنطوي على عشق لاينتهي للكتب، ومرورا بالتنظيم الدقيق الذي لايخلو من الطرافة والعمق في نفس الوقت، الى النشاط الثقافي المصاحب، الذي يحمل عناوين مهمة، فالزائر للمعرض ينال إجابة عن مختلف القضايا والملفات التي تهم الانسان العراقي اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.. بأسلوب يعتمد التميز والتشويق..

المعرض باختصار اشاح عن الناس نظرتها الى التنظيم في أن تجهيز معارض الكتاب أمر سهل، وما هي إلا عملية تخصيص مساحات وتنظيم كتب في رفوف، ولا يدركون أن العملية لها أبعاد أكبر وأكثر مشقة من ذلك؛ تتمثل في تنظيم يسبق الحدث بأشهر، وتجهيزات لوجيستية، وعلاقات وحملات إعلامية تكلف وقتاً وجهداً بشرياً وتكلفة مادية. والاهم من ذلك كله الابتكار.

أعلى