عقيل مهدي يتحدث عن  النقد والجماليات الثقافية  في معرض الكتاب

عقيل مهدي يتحدث عن النقد والجماليات الثقافية في معرض الكتاب

  • 996
  • 2020/12/14 07:55:46 م
  • 0

 بغداد/ زين يوسف

 عدسة/ محمود رؤوف

استكمالا لبرنامج معرض العراق الدولي للكتاب وفي خيمة الندوات اقيمت جلسة تحت عنوان "النقد الثقافي والجماليات الثقافية"، تحدث فيها المؤلف المسرحي المعروف الدكتور عقيل مهدي يوسف، وبإدارة د. أحمد ضياء، الذي افتتح الجلسة بحوار عن النقد الثقافي وعن التأسيس بين المفهوم والنظرية.

عقيل مهدي يوسف في بداية حديثه بيّن ان "النقد الثقافي واحد من اهم مفاهيم ما بعد الحداثة، اذ يحاول تسليط الضوء على الكثير من الامور غير المركزية، ثمة صولات ومفاهيم يحاول النقد الثقافي ان يكرسها تحت يافطات كثيرة، لعل رولان بارت كان مدشنا لذلك الامر بالكثير من المفاهيم وخصوصا في كتبه (الاسطوريات)".يتابع، عقيل مهدي: "البنية الثقافية ومناقشتها، عبد الله الغذامي هو أول من انتبه لهذا الجانب وكان يناقش قضية البنية الثقافية عند المرأة والرجل والعرب وبعض الاقوام البدائية، جميعها تأتي نتيجة التمرد على النص، الذي يقول الحداثة باقية وليس هناك ما بعد الحداثة، لكن يؤتى رد عليه ان لا يمكن ان نثبت مفهوم حداثوي لان هناك حداثات ما بعدية، بمعنى انه لا يمكن ان نقول بشكل ثابت وبمحطات واضحة بما تسمى السرديات الكبرى، الحرية، الصراع الطبقي الواضح، المجتمعات المتحضرة".

وتابع بالقول، "بشكل عام هي ما وراء النقد لان النقد الاعتيادي كما هو واضح، ارسطو في فن الشعر حاول ان يبين ما هو الشعر الغنائي، بما يتميز عن سواه، ما الذي تعنيه الملحمة وبما تتميز، وبالتفاعل بين الشعرية والملحمية تولدت الدراما وهي لا تعتمد على السرديات انما تعتمد على الفعل، في المسرح على سبيل المثال، الناس عبارة عن حركة وتجسيد مرئي، في العمل المسرحي لا يوجد هناك شيء يعاد دائما هناك ابتكار ومغايرة وتطور، وأود التذكير ان في الكليات العراقيات قدمت أطاريح كثيرة عن النقد الثقافي".

وعن المقارنات تحدث الدكتور عقيل، "دعنا نذكر على سبيل المثال الامازيغ، الذين يعيشون حياة اقرب الى شمال العراق وهم يسكنون الجبال كذلك، وحتى اشكالهم تختلف عن سواهم في ليبيا وتونس والجزائر وتميز الطابع الافريقي، بشكل عام النقد يشير الى مسألة واحدة وهي كيف يناقش احدهم اعمال مبدع سواء في السينما، المسرح، الادب، الفلسفة من وجهة نظر استدلالية بحيث يستطيع بممارسة منطقية ان يرشد القارئ لبعض الامور خاصة عندما تكون هناك اشتباكات بين الفن والادب التقليدي، على سبيل المثال أدونيس ونازك الملائكة عندما غيروا في الشعر اعتبرهم البعض بذلك منتهكين للشعر وقداسته، في حين انهم اضاؤوا جوانب اخرى من الشعر خصوصا في فهم الادب ودوره".

ويكمل الدكتور عقيل حديثه قائلا: "حتى في القرآن الكريم عندما يقرأ القارئ عبد الباسط على سبيل المثال كان الجمهور كأنه حاضر في حفلة دنيوية ويكون لديهم رد فعل وجداني على صوته وقراءته، فالناقد يحاول ان يضع ما بين المختلفين نمطا إرشاديا، بحيث يوجه المتعنف في الكتابة التقليدية والرجل الذي يحاول ان ينتفض على كل القوانين يحاول الناقد بما يسمى بالانزياح ان يأتي بشيء خارج المألوف".

وأشار الى انه في "ثلاثية مسرحياتي عن الحسين وبمنظور حداثوي، جعلت يزيد يقابل الحسين في الكوفة ويتحاوران بحوار شائك، رولان بارت ايضا كان يدعو الى ما يسمى بالحرث والبحث في عادات الشعوب، الزي والتقاليد في اليابان كمثال، العلم عندما يرفعه افريقي في فرنسا، في حين فرنسا محتلة لبلده ولكنه يأخذ تحية للعلم الفرنسي".

ويضيف ايضا: "في الجانب النفسي السياقي عندما نذكر "فرويد" وكيفية تقسيم الانا والصراعات في داخل الانسان بحيث تنعكس على الآخر، الامراض النفسية على سبيل المثال والهستيريا عند البعض، والتنويم المغناطيسي، كتب فرويد قصة قصيرة حاول ان يبين فيها الكثير من هذه المفردات وحاول ان يجسدها".

مدير الجلسة د. أحمد ضياء: مفهوم النقد الثقافي هو محاولة لقراءة المضمر، عبد الله الهذامي حاول ان يسلط الضوء على اعمدة الشعر العربي في محاولته قراءة المتنبي، ومرحلة الذكورية التي حاولت ان تعطينا مفهوما آخر.

ويبين د. عقيل قائلا: كقراءة استنباطية ومحاولة مقاربة النقد الثقافي، يمكننا ان نقول هو نقد خارج مفهوم الذاتية يحاول ان يعطينا فكرة في خطابات ما بعد الحداثة، في النقد الثقافي لا يمكن ان يتفق اثنان في نفس المضمرات، فالمرجعية المعرفية يجب ان تكون غير متقوقعة ولا ترجع للقبليات وكأنها مقدسة ولا يرهب الانسان، أذكر أن حامد ابو زيد تم تكفيره، لأنه قال "القرآن ليس بين دفتي المصحف انما هو في عقول الرجال"، العملية تتعلق بكيفية استقراء ما هو غير معلن، في المسرح والفن على سبيل المثال مسرحية هاملت كتبها شكسبير، عندما تشاهدها لمخرج معين، ستلعن الحظ لأنك رأيت المسرحية، لكنك ان رأيت نفس المسرحية لمخرج آخر ستشعر بالجمال والابداع".

في ختام الجلسة كانت هناك مداخلة من احد الحضور يسأل فيها الدكتور عقيل قائلا: النقد الثقافي مخصص للناحية الثقافية ام للناحية الفكرية؟

الدكتور عقيل مهدي يجيب: "النقد الثقافي يحتوي على شقين، الشق الاول يتمحور حول المبدع بذاته كما فعل الدكتور علي الوردي، اما الشق الثاني فهو الناقد الثقافي الذي لا يبحث".

أعلى