بغداد/ بكر نجم الدين
عدسة/ محمود رؤوف
شهدت قاعة الندوات في معرض العراق الدولي للكتاب انطلاق الندوة الخاصة بأعلام العراق، تحت عنوان (الاحتفاء بالفنان جواد سليم)، بإدارة رفعت عبد الرزاق مستضيفاً المختص في الفن التشكيلي الدكتور جواد الزيدي، وبحضور عدد من الفنانين والمثقفين العراقيين.
انطلقت الجلسة بكلمات ترحيبية من المقدم للضيف والحضور، تبعها نبذة تعريفية عن الفنان جواد سليم: "هو فنان تشكيلي وأشهر نحاتين العصر الحديث، وأحد أعلام اليقظة الفكرية العراقية، ولد في العام ١٩١٩، وأنهى دراسته الابتدائية والثانوية في بغداد، ثم بُعث للدراسة خارج العراق"، مبيناً أنه "ينتسب لعائلة فنية عريقة من الموصل، ويشير إلى أن مؤسسة المدى احتفت بالفنان جواد سليم لأكثر من مرة، ونشرت عدة ملاحق في سيرته الذاتية وأعماله".
وأشار عبد الرزاق إلى أن "أغلب الفنانين الرواد من ضباط الجيش العراقي آنذاك، أمثال صالح علي زكي وغيرهم"، ثم ينتقل إلى الضيف جواد الزيدي، والذي يستهل حوارهُ بالحديث عن البذور الأولى للفن العراقي ونشأتهِ وتطوره لأهمية التراث الفني وانعكاساته على صورة الشعوب والبلدان، إذ عمل المنطق الجمعي للفنانين العراقيين على تأسيس الفن العراقي.
وتناول الزيدي الفنان جواد سليم قائلاً: "اشتهر بالنحت في الدرجة الأولى، وهو أحد أشهر النحاتين في تاريخ العراق الحديث، إذ درس النحت في باريس في العام ١٩٣٨، وفي روما في العام ١٩٣٩، وفي لندن عام ١٩٤٦، ليصبح رئيس قسم النحت في معهد الفنون الجميلة داخل بغداد".ويبيّن الزيدي: أن عمل سليم في صيانة الآثار داخل المتحف العراقي، واحتكاكهُ بالزوار والمفكرين أسهم في جودة إنتاجه الفني، إذ ارتبطت مدرسة بغداد الفنية بجواد سليم رغم وجود العديد من الأدباء والشعراء أمثال مظفر النواب، وذلك نتيجة لإبداعه وفكره الفني".
ويسترسل المختص بالقول إن "سليم فكر بإنشاء نصب الحرية الموجود في ساحة التحرير وسط بغداد في عمر ٢٧ عاماً، ثم شارك في إنجازهِ مع المعماري رفعت الجادرجي والنحات محمد غني حكمت عام ١٩٥٩، وإلى جانب النحت اشتهر سليم بالفن التشكيلي، حتى أصبح رائداً فيه، من خلال أعمالهِ المميزة كلوحة "أطفال يلعبون" و"عائلة بغدادية"، بعد أن كان والداه وأخوته فنانين تشكيليين".
وينقل الزيدي عن سليم قوله: " تغيرت نظرتي للفن عندما عرفت الفنانين البولنديين"، مؤكداً على أنه وازن بين الفن التشكيلي والنحت رغم اختلاف وصعوبة المسار بينهما، حيث برز سليم في مجال التصميم من خلال أعمال كثيرة وقدم رؤى نقدية ودراسات عديدة حول التصميم والنحت في عدة دول عربية وأجنبية".
وبين بالقول إن "جواد سليم أسس جماعة بغداد للفن الحديث، وشارك في تأسيس جمعية التشكيليين العراقيين، وحصد عدة جوائز مهمة في مسيرتهِ الفنية، وتوفي في العام ١٩٦١، ليدفن في مقبرة الخيزران وسط بغداد".
وتلقى الضيف سؤالاً: هل بدأ جواد سليم في الرسم أم النحت؟
فيجيب الدكتور جواد الزيدي قائلاً: بدأ جواد سليم في النحت وحصل على الجائزة الفضية في عمر ١١، من خلال أول معرض للفنون في بغداد.