معرض العراق الدولي يحتفي بشعر السياب ويستذكر سيرته

معرض العراق الدولي يحتفي بشعر السياب ويستذكر سيرته

  • 1018
  • 2020/12/16 12:45:11 ص
  • 0

 المدى/ زين يوسف 

 عدسة/ محمود رؤوف

أحتفى معرض العراق الدولي للكتاب بالشاعر الكبير بدر شاكر السياب، على قاعة الندوات أدارها الباحث المتخصص رفعت عبد الرزاق.

 

وسرد مدير الجلسة عدة تفاصيل ولمحات عن الشاعر حيث قال: هو الركن الاكبر في ريادة حركة الشعر العربي الحديث، بالإضافة الى نازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي، ويضاف اليهم بلند الحيدري، ويعتقد بعض مؤرخي الادب العربي الحديث ان حركة الشعر العربي الحديث بدأت قبل ظهور السياب والاسماء الاخرى، وذهب بعضهم الى عشرينيات القرن الماضي، وقالوا ان أمين الريحاني وشعراء اخرين قد نظموا شعر التفعيلة لكن هذه المحاولات تعد تجارب وليست عملاً جاداً كما قام به السياب ونازك وعبد الوهاب وبلند، واعتقد ان حركة الشعر العربي الحديث اقترنت بالسياب لأنه كان مخلصا له ونظم من الشعر الكثير، وقبل مجيئه الى بغداد نظم بعض من الشعر الكلاسيكي".

وللحديث عن حياة السياب قال: ولد الشاعر في قرية جيكور بقضاء ابي الخصيب في محافظة البصرة عام 1926، وتشتهر جيكور ببساتين النخيل النب أثرت بالسياب، وبقي في حياته كلها يحن لها، اذ لم يمتزج بالمدينة بل ظل ريفيا عكس البياتي الذي ظل شاعر المدينة، وأكمل الابتدائية في قضاء ابي الخصيب والثانوية في البصرة وفي العام 1945 انتقل الى بغداد ودخل دار المعلمين العالية قسم اللغة العربية لكنه انتقل فيما بعد الى قسم اللغة الإنكليزية".

وللحديث عن قدراته في اللغة الانكليزية قال مدير الجلسة: "من عاصر السياب يؤكد معرفته باللغة الانكليزية قبل دخول دار المعلمين العالي، وبحسب المترجم سليم طه التكريتي ان السبب هو عمل السياب في الميناء في فترة من حياته، فالكثير ممن عمل في الموانئ تعلموا الانكليزية، وهو بذكائه ونباهته عرف شيئا من اللغة، لهذا عمل مترجماً بعد تخرجه في جريدة المعارضة المسماة الجبهة الشعبية.

وأشار عبد الرزاق: عمل السياب في التعليم بمدينة الرمادي وتنقل بين المحافظات، وفي انتفاضة 1952 كان مدرسا، وعندما بدأت السلطة بمطاردة رجال الحركة الوطنية ومن ضمنهم الجواهري، فر السياب الى ايران ومنها الى الكويت، وفي هذه الفترة انتمى الى حركة اليسار وبالتحديد للحزب الشيوعي العراقي.

يكمل عبد الرزاق قائلا: بعد ثورة 1958 أعيد للخدمة مدرساً ثم عزل عن التعليم ونقل الى دائرة الاستيراد، وفي 1962 بدأ المرض يلاحق بدر شاكر السياب، فمنذ فتوته كان ضعيف البنية وعرف فيما بعد انه كان يعاني من مرض هشاشة العظام، وفي ذلك الوقت انقلبت السلطة العراقية بعد عبد الكريم قاسم ضد الحزب الشيوعي، وورد اسم السياب في سجلات التحقيقات الجنائية وبقيت تهمة الشيوعية تطارده، تفاقم المرض على السياب ولضعف الحالة المادية بدأ يقدم شعره هنا وهناك، نظم شعرا للكثير من الناس طلبا للمادة، ومن هؤلاء امير الكويت الشيخ صباح.

وتابع بالقول: اود الاشارة أن السياب وبواسطة احد اصدقائه وهو الاستاذ علي السبتي، نقل الى الكويت وبدأ بالعلاج هناك، الاطباء في الكويت ادركوا أن مرض السياب من الامراض النادرة وتشخيص الاطباء في العراق كان صحيحا، ان هذا الرجل لا يرتجى شفاءه، وفي أيامه الاخيرة في المستشفى الاميري في الكويت، كان السياب يكتب كل يوم قصيدة وجميعها في الغزل والحب، اذ كان الرجل ضعيف البنية وذا شكل لا تحبه الفتيات، وهو الذي احب العديد من النساء من طرف واحد، ثم تزوج احدى قريباته وهي السيدة إقبال والدة ابنه غيلان.

تفاقم المرض على السياب في الكويت حتى كانت رقدته الاخيرة في 24 كانون الاول 1964، ونقل على حساب صديقه علي السبتي الى البصرة، ولم يشيعه الا القليل من الناس ودفن في مقبرة الحسن البصري.

زاد عبد الرزاق قائلا: أن بدر شاكر كما قلت شاعرا خصبا، في حياته الكثير من أعماله التي نشرت في حياته وبعد وفاته نشر ديوانه "إقبال" وهو اسم زوجته ثم فيما بعد نشر الكثير من الشعر الذي كان يكتبه هنا وهناك، لكن اول ديوان له كان عام 1947 هو ديوان "أزهار ذابلة"، هنا تقع المشكلة التاريخية في تحديد الرائد الاول في الشعر العربي الحديث هل هو السياب ام نازك؟

وبين عبد الرزاق: أن في عام 1950 صدر ديوانه الثاني "أساطير"، هذا الديوان طبع على نفقة الاستاذ علي الخاقاني صاحب مجلة "البيان" النجفية وهذا الرجل من الشخصيات المنسية في تاريخنا الصحفي والادبي، وأذكر أن بعض من شعر السياب نشر في مجلة البيان.

في عام 1954 نشر ديوانه "المومس العمياء"، وفي السنة التالية نشر ديوانه "الاسلحة والاطفال"، وفي عام 1960 صدر ديوان "انشودة المطر".

أعلى