معرض الكتاب يحتفي بتلميذ أنشتاين عبد الجبار عبدالله

معرض الكتاب يحتفي بتلميذ أنشتاين عبد الجبار عبدالله

  • 1061
  • 2020/12/17 10:51:44 م
  • 0

 بغداد/ بكر نجم الدين

 عدسة/ محمود رؤوف

احتفت قاعة الخيمة في معرض العراق الدولي للكتاب بالعالم العراقي وأول رئيس لجامعة بغداد الأستاذ الدكتور عبد الجبار عبد الله، بإدارة الباحث رفعت عبد الرزاق وضيفهِ المتخصص في تاريخ العراق الحديث الدكتور عادل تقي البلداوي، وبحضور عدد من الأدباء والمفكرين العراقيين.

 

وفي بداية الجلسة رحب المقدم بالضيف والحضور، وقدم نبذة تعريفية عن العالم عبد الجبار عبدالله قائلاً: "عبدالجبار عبدالله عالم فيزياء عراقي من الطائفة المندائية، ولد في قلعة صالح قرب النهر في محافظة ميسان عام ١٩١١، وينتمي إلى عائلة ثرية، حيث ترأس والدهُ الشيخ سام الطائفة المندائية، ودرس الابتدائية والثانوية في بغداد، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم من الجامعة الأميركية في بيروت، تبعها بدراسة الفيزياء الجوية في جامعة "هارفرد والتي حصل خلالها على كرسي الشرف، بعد تفوقه الجامعي ضمن حلقات دراسية كان العالم الشهير انشتاين مشرفاً عليها، وتوفيّ في الولايات المتحدة الأميركية عام ١٩٦٩، لينقل جثمانه إلى العراق ويدفن هناك".

ويلفت الباحث إلى أن مؤسسة المدى نشرت عدة ملاحق عنهُ، وأقامت فعاليات عديدة استذكاراً به، شاركت فيها الطائفة المندائية، ثم يفسح المجال للضيف الدكتور عادل البلداوي والذي تحدث قائلاً:

"العالم عبدالجبار عبدالله شخصية عراقية وطنية قدمت للعراق الفكر الغزير والعلم المستنير والعديد من المؤلفات، إذ خدم الجامعة والبحث العلمي في العراق، موضحاً أن العالِم صاحب فكرٍ مرن يؤمن بالتسامح والعدل، لكنهُ متظاهر ثوري ضد الاستعمار البريطاني ومطالب بالاستقلال.

ويضيف البلداوي: اُعتمد على عبدالله في تحديد الأنواء الجوية أثناء المعارك والظواهر الطبيعية نظراً لاختصاصه في الفيزياء الجوية.

ويؤكد البلداوي عدم انتماء العالم عبدالله لأي حركة سياسية، لإيمانهِ بالفكر الحر واعتقادهِ بأن الأحزاب والحركات الحزبية تقيّد العالم وتحد من إبداعهِ، مشيراً إلى عدة مقالات كتبها عبدالله في الفكر الحر.

وعن ترؤس عبد الجبار لجامعة بغداد يقول البلداوي: "أثناء فترة المنافسة على رئاسة جامعة بغداد، اعترض رئيس مجلس السيادة آنذاك محمد نجم الربيعي على تعيين عبد الجبار رئيساً للجامعة، لكونهِ ينتمي للطائفة الصابئية، لكن عبد الكريم قاسم انتفض وقال: "الثورة جاءت من أجل أنصاف المجموع وليس لفئة على حساب فئة أخرى"، ليتسنم العالم رئاسة الجامعة.ويبيّن البلداوي: " وضع عبد الجبار أربع نقاط أساسية أسهمت في تحسين وضع الجامعة ومستواها التعليمي، أولها "الحرية الأكاديمية"، إذ يسمح للطلاب الحديث وابداء الرأي والاقتراح في كل مايخص الجامعة وموادها، ويشير البلداوي إلى افتقاد جامعتنا هذا الأساس اليوم، أما الأساس الثاني فهو "الثقة بين الطالب والاستاذ الجامعي"، إذ كان العالم عبد الجبار يترك القاعة أثناء الامتحان ويقول: الضمير هو رقيب الطالب على نفسهِ، بينما كان الأساس الثالث هو "استقلالية الجامعة"، رافضاً تدخل أي جهة في شؤونها، والأساس الرابع هو "الموازنة بين العلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية"، وفي هذا الصدد يقول عبد الجبار عبدالله: " العلوم الطبيعية لايمكن تحقيقها دون الوعي، والوعي يأتي من العلوم الإنسانية".

ويذكر البلداوي: بعد انقلاب شباط في العام ١٩٦٣ يعتقل الفيزيائي ويزج في السجن لسنة كاملة، مشيراً إلى دور عبد العزيز الدوري في إطلاق سراحه، بعد أن رفض الدوري تسلم رئاسة الجامعة مالم يطلق سراح عبد الله.

ويضيف البلداوي: "أحيل عبد الله الى التقاعد في العام ١٩٦٤، على الرغم من صغر سنه، تحت تهمة (خلقه لا يناسب خلق الجامعة الرصين)".

وفي الختام يذكر البلداوي أن الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر أمر بتكفل نقل جثمان العالم الفيزيائي عبد الجبار عبدالله من الولايات المتحدة إلى بغداد، ليدفن هناك.

أعلى