في محبة الكتب: الاحتفاء بالروايات العظيمة سينمائيا

في محبة الكتب: الاحتفاء بالروايات العظيمة سينمائيا

  • 1075
  • 2020/12/18 10:19:51 م
  • 0

 علاء المفرجي

من ضمن النشاطات الثقافية التي حفل بها مهرجان العراق الدولي للكتاب، هي النشاطات السينمائية فمن بين كل المعرض العربية لم تحظ السينما بهذا القدر من الاهتمام إلا في هذا المعرض؛ والذي خصص فعالية واحدة في يوم للسينما. 

ولعل اختيار نوع هذا النشاط من قبل ادارة المعرض ينم على ذكاء وذوق ينسجم مع طبيعة معرض للكتب ..

فمن المعروف ان دار المدى للنشر ساهمت بشكل كبير في ترجمة عيون الادب العالمي ومنها الروايات التي تعبير خالدة في تقييمها من النقاد ومؤرخي الادب في العالم.. فقد ترجمت المدى روايات خالدة بعينها مثل رواية الدون الهادئ لميخائيل شولوخوف، ورواية الحرب والسلام لليون تولستوي، ورواية طبل الصفيح غونتر غراس، والحارس في حقل الشوفان لجيروم ديفيد سالينجر، و(العطر) لباتريك زوسكند، وغاتسبي العظيم لسكوت فيتزجيرالد. ومدام بوفاري لغوستاف فلوبير.

فاختارت الروايات المؤفلمة لعرضها وقراءتها ثم عرض مقاطع للأفلام التي عالجتها، وحيث ان المدى طبعت العديد من هذه الروايات ، فقد اختارب بعض منها وخاصة تلك التي عولجت بأفلام كانت ذا قيمة فنية عالية.. وتم عرضها باختيار رواية في نشاط كل يوم باستضافة احد المختصين من الادباء والفنانين، مع عرض الرواية للبيع لجمهور النشاط وبأسعار مخفضة بشكل قياسي.

وهذا حقق غايتين مهمتين في طبيعتهما ، الاول التنبيه لهذه الرواية وللأفلام التي انتجت عنها، وثانيا جعل الجمهور يتفاعل مع هذا النشاط بفرصة التخفيض الهائل لسعر الكتاب.

ومثل هذا النشاط الثقافي الذي يحمل الكثير من الابتكار، انما يعكس اسلوب المدى في ادارة برامجها حيث الاختلاف والتميز، وهو ما أشرنا اليه في عمود سابق، وهو ما أغنى أمسيات جمهور المعرض.

والنشاط السينمائي الثاني كان استضافة اثنين من رواد السينما الذين تركوا بصمات واضحة على الاجيال التي جاءت بعدهما هما فيصل الياسري، ومحمد شكري جميل.. الذين تحدثوا عن ذكرياتهم بعملهم في السينما وأسهبوا في الحديث عن السينما العراقية ومشاكلها وقدموا افكارا لدفع عجلة السينما الى أمام، وهو النشاط الذي استقطب جمهورا كبيرا تفاعل مع هذا الحدث بمداخلاتهم وأرائهم في موضوع الندوة.

وهناك نشاط سينمائي اخر يدخل في دعم الشباب حيث تم عرض ثلاثة افلام قصيرة لمخرجين شباب هي (القداس) للمخرجة سارة فراس، و(النافذة الحمراء) للمخرج حسين العكيلي، و(إحتجاج) للمخرج عمر فلاح .. وهذه الافلام اختلفت بأسلوبها ومواضيعها التي تمحورت عن الحرب والقضايا الاجتماعية.

وقد تحدث المخرجون الذي استضافهم مقدم الجلسة عن تجاربهم مع الكاميرا وظروف انتاج افلامهم، وكذلك الحديث عن فلمهم المختار للعرض وظروف انتاجه والجوائز التي حصل عليها..وقد تسابق العديد من المخرجين الشباب للمشاركة بهذه الفعالية إلا أن محدودية الوقت و(قصر) أيام المعرض حالت دون مشاركتهم.

واخيرا من بين نشاطات ثقافية كثيرة ومهمة كان للسينما حصة الاسد من ذلك، وهي الخطوة التي نتمنى ان تتكرر وبافكار جديدة في الدورات القادمة ان شاء الله.

أعلى