معرض العراق للكتاب يقدم وجبات ثقافية مضادة للوباء

معرض العراق للكتاب يقدم وجبات ثقافية مضادة للوباء

  • 1116
  • 2020/12/19 11:28:06 م
  • 0

 متابعة المدى

ما زال العراقيون متعلقين بالكتاب رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، فهم رغم فقر جلهم يدخرون بعض المال لشراء الكتب وقراءتها، وخير دليل على ذلك معرض العراق الدولي للكتاب لما يشهده من إقبال كثيف على الإصدارات الجديدة وحضور للفعاليات الثقافية الأخرى التي نظمها رغم جائحة كورونا التي أجبرت الجميع على التقليل من الحركة والتنقل.

وتشهد قاعات معرض العراق الدولي للكتاب الذي تنظمه مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون في العراق اكتظاظا كبيرا من الجمهور للاطلاع على أحدث الكتب والمطبوعات الصادرة عن دور نشر عراقية وعربية وأجنبية، على الرغم من قيود فايروس كورونا المستجد والمتسبب في اتخاذ إجراءات قاسية تفاديا لخطورته.يتدفق يوميا آلاف العراقيين إلى معرض بغداد الدولي الذي خصص خمسا من أكبر قاعاته لإقامة الدورة الجديدة في هذه السنة بمشاركة 300 دار نشر من 21 دولة عربية وأجنبية.قال فيصل عبدالحسن (37عاما) وهو موظف حكومي، “أعتقد أن هذا المعرض يتميز بحسن التنظيم وجمالية العرض، لكونه يضم وجبة طازجة من أحدث المطبوعات الصادرة عن دور نشر عربية عريقة ومتميزة، وقد تناولت مختلف العناوين، وهو شيء مهم للمهتمين بهذا المجال، فضلا عن أنه فرصة لمواكبة أحدث ما توصلت إليه دور النشر من إصدارات لأبرز الكتاب في شتى المجالات”.وبحسب أحد المنظمين للمعرض، فإن كبريات دور النشر العربية والأجنبية عرضت نحو مليون عنوان في مختلف الفنون الأدبية؛ النقد والروايات والسير ودواوين الشعر، والكتب التخصصية في مجالات: الإعلام والقانون والإدارة والطب والكمبيوتر والفلسفة، والكتب الدينية وقصص الأطفال وأخرى متنوّعة في شتى المجالات.

كما شهدت قاعات العرض تقديم عناوين وسير تناولت عددا من قادة العالم أبرزهم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وملك السعودية الراحل فيصل بن عبدالعزيز، وملوك العراق، وشخصيات مؤثرة أخرى تركت بصمة لها في عالم السياسة والإعلام والأدب والاقتصاد والقوات المسلحة.

وقالت السيدة أغادير البديري (57عاما)، “المعرض متنفس مهم للمجتمع العراقي الذي لا يزال قارئا مميزا ومتذوقا لكل ما هو جديد في عالم الكتاب والمعرفة، حتى في أصعب ظروفه المالية. والمقولة الشهيرة التي تقول: إن الكتاب يؤلف في مصر ويطبع في لبنان ويقرأ في العراق، لا تزال راسخة في عقول العراقيين بدليل هذا الإقبال الكبير على المعرض الدولي للكتاب في بغداد”.وذكرت أن “المعرض يضم عناوين مهمة جمعت بين الحداثة والأصالة وبين مختلف الثقافات والأفكار، وهذا مهم جدا لأنه يلبي شهية جميع القراء بمختلف توجهاتهم، ويعرض للجميع كل رغباتهم دون رقابة أوتقييد، وبحرية تامة تنسجم وتطلعات العراق الجديد”.وقال الأكاديمي أيمن الساعدي (35عاما) “نأمل في أن تكون معارض الكتاب في العراق متواصلة وبشكل سنوي، ليتاح للجميع الاطلاع على أحدث الكتب والإصدارات، رغم أن عالم اليوم أصبح مختلفا بسبب تقنيات الإنترنيت وتطبيقاته، لكن تبقى عملية مسك الكتاب وتصفح أوراقه وفصوله لها نكهتها الخاصة”.وخصصت بعض القاعات مساحات واسعة لعرض كتب وإصدارات تعنى بأدب الأطفال، والقصص ووسائل التعليم، وبالقرطاسية الدراسية، أبرزها جناح دار ثقافة الأطفال العراقية الحكومية، ودور نشر مصرية ولبنانية وسورية التي حظيت بإقبال كبير من جمهور المعرض لاقتناء أنواع مميزة منها، وخاصة تلك التي تساعد في تعليم وتدريس الأطفال خلال مرحلة الدراسة الأولية وفي رياض الأطفال.

وقالت نسرين خالد (27عاما) وهي خريجة جامعة، “هذا المعرض يشكل كرنفالا متكاملا، فإلى جانب عرض الكتب والإصدارات هناك فعاليات ترفيهية وجمالية رائعة في ظل الإقبال الكبير على زيارة المعرض، وحرص البعض على اصطحاب أفراد عائلته، على الرغم من مخاوف تفشي فايروس كورونا”. وتتخلل أيام المعرض إقامة فعاليات فنية وعروض سينمائية وعقد جلسات حوار في المجالات السياسية والأدبية والشعرية وإقامة عرض فاخر لدار الأزياء العراقية فضلا عن لوحات فلكلورية عراقية.

وشكل المعرض متنفسا للعراقيين للخروج والاستمتاع بجلسات عائلية في ظل وجود حدائق ونافورات ضمن فضاءات المعرض، بعد غياب دام أشهرا بسبب إجراءات حظر التجوال على خلفية تفشي فايروس كورونا.

وحرصت إدارة المعرض على إقامة جداريات كبيرة زينت واجهات قاعات العرض، وجمعت صورا لمشاهير كتاب الأدب والشعر والفنون المعرفية والإبداعية، وللمؤثرين من العراقيين والعرب والأجانب في لوحة واحدة استهوت زبائن المعرض لالتقاط صور تذكارية معهم في مشهد لن يتكرر بهذه الروعة والجمال”.

 عن: "العرب" اللندنية

أعلى