حارث رسمي الهيتي
تصوير محمود رؤوف
على قاعة الندوات وضمن منهاج معرض العراق الدولي للكتاب بدورته الثانية تم وفي جلسة تحدثت فيها المؤلفة مع الجمهور توقيع كتاب (منحوتات بغداد بين الفن والسياسة) للمعمارية ومستشارة رئيس الجمهورية ميسون الدملوجي وادار الندوة الإعلامي عامر مؤيد.
ميسون الدملوجي تحدثت عن كتابها باعتباره يتحدث عن علاقة المجتمعات بالفن عموماً وبالأخص الفن الموجود في الشوارع سواء كانت هذه الاعمال جدارية او نصب او مبنى حتى، وكيف بمرور الزمن تتحول هذه العلاقة تدريجيا لاسيما وان هذه الاعمال تضعها الحكومات لغلاء أسعارها وعدم تمكن الافراد من التبرع بها فالنصب الحقيقية التي تعبر عن لحظة في المجتمع مثل نصب الحرية الذي يحكي عن سردية ثورة 1958 منذ تاريخ بداية الحضارة الى لحظة الثورة وما بعد الثورة، والنصب في كل مدن العالم لها وظيفة ان تحذر وأن تفكر وربما انها تمسك بلحظة معينة من التاريخ وتريد لهذه اللحظة ان تبقى في أذهان الناس لتبقى تتفاعل معها".
الدملوجي اشارت الى ان "التعامل والتفاعل مع هذه الرموز والنصب يتغير مع الزمن، فنصب الحرية الذي اعتبره من اهم النصب في بغداد كان اعلاناً للعالم بان العراق قد تغير، فحديقة الامة خلفه، يدير ظهره للحديقة متوجهاً الى الجسر والشارع والمارة، والان هو رمز يشير الى الاحتجاجات في العراق والى تشرين على وجه الخصوص".
وأضافت "في فترات معينة كانت هناك محاولات لابعاد الناس عن نصب الحرية، اقصد ابعاد المتظاهرين في عام 2011 و 2012 بينما كان يصر المحتجون على الوصول اليه والتظاهر قربه، في 2019 كان المتظاهرون يذهبون الى المطعم التركي لكن في لحظة انسحاب تكون وجهتهم هي ساحة التحرير حيث نصب الحرية".
وعن الازالات المتكررة لبعض التماثيل والاخطاء حيال ذلك، قالت ان "تمثال صلاح الدين الايوبي في الكاظمية غيروا اسمه الى مالك الأشتر، وبقي التمثال مع تغير اسمه، وفي أحيان أخرى ازيلت تماثيل معينة مثلاً العقداء الأربعة لا اعرف ما الداعي لازالته، عندما كنت رئيسة لجنة الثقافة في مجلس النواب العراقي طلبت من هيئة الاجتثاث اعداد النصب التي ازيلت لكن في الحقيقة لا توجد معاير للازالة، وعندما كنت في وزارة الثقافة كانت هناك محاولات لإزالة نصب الشهيد، واكتشفنا لاحقاً ان السبب الداعي للازالة انه في الداخل كانت هناك أسماء شهداء الحرب العراقية الإيرانية، بينما نصب اللقاء لخالد الرحال مثلاً ازيل وبقيت القاعدة الخاصة به فأتى الفنان عباس غريب ووضع عليها بعض الاعمال من الفايبر كلاس.
وختمت الدملوجي حديثها قائلة "مؤخراً تمثال الفراهيدي الموجود في الزوراء تم نقله الى الوثبة ولم يأخذوا بعين الاعتبار ان التمثال الجميل يحمل عوداً وفي مكان هادئ ونقل الى وسط الضوضاء، التمثال يحكي عن قضية مختلفة تماماً عن المكان الذي وضع فيه".