للكتب رائحة: انتهت أيام المعرض..  ولم تنته

للكتب رائحة: انتهت أيام المعرض.. ولم تنته

  • 1109
  • 2021/12/19 12:00:15 ص
  • 0

 علاء المفرجي

أمس أسدلت المدى ستار واحد من أهم نشاطاتها الثقافية، بل للوسط الثقافي في العراق، وأنفض زوارها الذين قضوا 10 أيام ممتلئة وهم يتنقلون في اجنحة معرض العراق الدولي للكتاب الممتلئة بكنوز المعرفة الإنسانية، وفي قاعتها التي شهدت ندوات ثقافية وسياسية واقتصادية اغنى المساهمون فيها افكارنا بالجديد والمستحدث. وزادت معرفتهم برائد الرواية الواقعية غائب طعمة فرمان من خلال برنامج للاحتفاء به، أقل ما يقال عنه إنه كان متكاملا غطى تفاصيل منجزه الابداعي على مدى اربعين عاما..

أيام شاهد جمهور المعرض فيها تنظيما مبتكرا ومحكما، وتصميما جميلا لكل عروضه، استوحي من عنوان المعرض (النخلة والجيران) هذا السفر الذي كتبه غائب طعمة فرمان متناولا فيه ابعادا اجتماعية وسياسية لفترة من فترات تاريخ العراق المعاصر.. حيث كان الجمهور وأنى يُيمم وجهه في المعرض ستكون عمتنا النخلة في وجهه، والجيران يتوزعون بطيبتهم التي نعرف ليحيطوا الكتب بها، تصميم مبتكر قدمته المدى كعادتها في كل حدث ثقافي تقف وراءه.

والجميل في أيام هذا الحدث الثقافي أنه تزامن مع إقامة مهرجان الجواهري الشعري، الذي أصر القائمون عليه وهم الاصدقاء في اتحاد الكتاب الادباء العراقيين أن يقام على أديم معرض الكتاب ليحقق فائدته المرجوة، وليختلط هذا العرس الثقافي الذي يحمل اسم الجواهري الكبير، مع عرس الكتاب.. وحتى لا يتوزع جمهور الحدثين الثقافيين بين هذا وذاك، ليكون لهم عرسا ثقافيا واحدا.. فتناوبت فعالياته مع فعاليات المدى.. فكان صوت الشعر يمتزج من الندوات الثقافية المختلفة.

ولابد من أن اشير الى همة الجنود المجهولين الذي وقفوا مع إدارته في أدامة هذا الحدث تماما مثل خلية نحل لم تهدأ حتى إنجاز هذا العمل بشكله الأمثل، اولئك الذين كانت صدورهم تتزين ببطاقات المعرض، وهم لعمري جلهم من الشباب ومن شباب المدى تحديدا، هؤلاء الذين رضعوا سياق وأسلوب المدى من اول يوم عملوا فيه معها.. فالجميع تعرفهم وتطلبهم حين حاجتك لأي شيء تحتاجه في المعرض.

ومثلهم هؤلاء الذي غطوا ووثقوا التفاصيل والاحداث في المعرض وأعني بهم الصحفيين الشباب، إن كانوا في ملحق (المدى) اليومي أو في ملحق الزميلة (الصباح) الذين كان لهم دور جميل.. حيث شاهدنا تحركاتهم الذكية بين الاجنحة والنشاطات الثقافية المصاحبة ينقلون ما يحصل بكل دقة وأمانة، والذين من خلال ما كتبوه تعرفنا على النجاح المنقطع النظير للمعرض.

المعرض مع كل ذلك هو تظاهرة مدنية تتحدى الطروحات التي تدعو الى العودة للوراء، وتؤكد جمال التمدن الذي كانت المدى لها السبق فيه. عشرة أيام قضيناها في فرح ثقافي جميل سيتذكره من زاره ومن شارك فيه بوصفه من اهم أحداث الوسط الثقافي.

معرض العراق الدولي للكتاب كان حدثا ثقافيا استثنائيا استحوذ على كل وسائل الاعلام في البلد، عرس ثقافي بامتياز.. نرفع قبعاتنا لكل الذين أسهموا في إقامته. والى موعدنا في أربيل إن شاء الله.

أعلى