نشر احدهم بوستاً اشار فيه بتحامل مكشوف الى عرض كتاب مسيء ويحمل نزعة طائفية مشبوهة خلافاً للضوابط المعتمدة في معرض العراق الدولي. وكأنه كان مدفوعاً للتشويش على النجاح منقطع النظير للدورة الثانية لمعرض الكتاب.
وحال معرفة ادارة المعرض بالواقعة المذكورة توجهت الى الجناح المعني بعرض الكتاب واطلعت على كل معروضاته ووجهت لصاحب الجناح انذارا بوضعه فَي القائمة السوداء للمعارض والفعاليات التي تنظمها. وكانت نسخ الكتاب المقصود قد سحبت من التداول.
لقد بادرت المدى منذ سقوط نظام الطاغية الى اطلاق سلسلة لم تتوقف من الفعاليات الثقافية والسياسية في بغداد واربيل، شارك فيها مئات المثقفين من الشتات ومحافظات العراق في ظل انحسار الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية تحت ضغط النشاط الارهابي، وتوزعت نشاطاتها في حارات وشوارع ومسارح بغداد في وقت لم تتجاسر المؤسسة الثقافية الرسمية الى القيام باي دور ثقافي وتعبوي ضد الارهاب والتطرف. ولم تكن المدى تتوخى اي ربح مكتفية بالعائد الثقافي ومعافاة الحياة السياسية واعادة وهج الحركة الثقافية الوطنية. وهو ما تواصله اليوم مع استمرار البعض ممن تسللوا الى صدارة المسؤولية الثقافية بالبحث عن مكاسب وامتيازات شخصية. وتعتذر المدى في هذا السياق لانها لم تفضح مدى جدارة بعض هؤلاء المدعين للمسؤولية ..
لقد اعتمدت المدى منذ بواكير فعالياتها في البلاد بعد ٢٠٠٣ على تكريس تقاليد تحترم حرية الثقافة وتداول المعلومات واحترام الرأي والرأي الآخر، شرط عدم المساس بالاديان والمعتقدات والمذاهب، وتجنب اشاعة كل ما يتعرض للقيم والثوابت الوطنية. وفي هذا الاطار لم تقيّد معارض الكتاب بالرقابة المباشرة، بل اعتمدت على الرقابة الذاتية من قبل الناشرين.
ان المدى اذ تؤكد ما اعتمدته من نهجٍ وطني وسياسة ثقافية حرة ترتقي بالعملية الابداعية الخلاقة وترعاها وتستنهضها، لم ولا تتوخى الربح ولا تتسامح مع الرثاثة والتسطيح وستواصل نشاطها في كل ميادين المعرفة الانسانية بما يعزز مسيرة العراقيين لمواكبة مسيرة الحضارة والقيم الانسانية.