فاضل ثامر
لم تعد القراءة في عصرنا ترفاً تجميلياً أو فعلاً تقليدياً وروتينياً، بل اصبحت فعلاً ضرورياً ولازماً لزوم الماء والهواء. والانسان الذي لا يقرأ لا يعيش في عصره بل هو انسان ينتمي الى الماضي في سكونيته وجموده. لذا فالانسان الذي يريد ان يواكب احداث عصره ومتغيراته، عليه ان يضع مكانة خاصة للقراءة في حياته، بوصفها فعلاً بنائياً وتنويرياً لا بد منه.
كما ان فعل القراءة لم يعد فعلاً عشوائياً بل فعلاً مدروساً ومخططاً له لكي يلبي احتياجات الانسان التواصلية والمعرفية والروحية.
ومثلما يحتاج الانسان الذهاب الى البنك لاسترداد او سحب ما يحتاجه من مدخراته، كذلك يحتاج الانسان الى الكتاب بوصفه بنكاً للمعلومات والمعارف والعلوم ومنهلاً لا ينفد أبداً لكل ما هو جديد وعصري، كما ان الكتاب، بوصفه خزانة القراءة، وخزان الافكار والمعارف والاسرار، يختزن ذاكرة الماضي بكل صفحاته واسراره الخفية، فيصبح الرجوع إليه حاجةً وضرورةً لمعرفة ما آلت له الشعوب والحضارات والمجتمعات، فيأخد الانسان العبر ويخطط لمرحلة قادمة من حياته المفتوحة على المستقبل.
لقد اصبحت الامم والشعوب تتباهى بعدد الكتب التي تؤلفها وتترجمها وتطبعها وتقرأها وتعدّها مقياساً لرقيها وحضارتها وثقافتها.كما تتسابق المجتمعات والمؤسسات الجامعية والتربوية والثقافية لتنظيم واقامة معارض الكتاب وسط اجواء احتفالية كبيرة، تشارك فيها شرائح المجتمع كافة وتتسابق المؤسسات العلمية والادبية والثقافية لاقتناء الكتب الي تعنيها وتمكنها من متابعة احدث الاختراعات والاكتشافات والابتكارات في مجالات العلوم والإنسانيات التي حققها العقل البشري.
ومما يبعث على الفرح ان نجد القارئ العراقي في مقدمة القراء العرب بالاقبال على القراءة، حتى شاعت المقولة المعروفة أن القاهرة تؤلف، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ. ونحن نفخر اليوم بأن بغداد لم تعد تقرأ فقط، بل راحت تؤلف وتطبع ايضاً، فالمؤلف العراقي يدفع للنشر سنوياً مئات الكتب مؤلفةً او مترجمةً كما ظهرت دور نشر وطنية غطت الكثير من احتياجات المؤلف العراقي.
ومن الجانب الآخر نجد هذا الاحتفاء المتميز من لدن القارئ العراقي بمعارض الكتاب الوطنية او العربية والتي راح يصل إليها الكتاب العراقي، ويجد المزيد من القراء والمعجبين. وها نحن اليوم نتطلع الى ساعة افتتاح معرض الكتاب العراقي على أرض معرض بغداد في المنصور والذي سيكون فرصةً طيبة للحوار واللقاء بين المؤلفين والناشرين ولإقامة سلسلة من الندوات الفكرية والثقافية التي يحضرها المزيد من الشرائح الاجتماعية لطلبة المدارس والجامعات تتحول فيها قاعات المعرض الى مهرجانات ثقافية تضوع بالفرح والجمال والفكر.
فأهلاً وسهلاً بمعرض الكتاب وضيوفه، وسنكون بانتظار الجديد والمبتكر في عالم التأليف والنشر الذي تحمله لنا اجنحة المعرض المحلية والعربية والعالمية.