استطلاع/ علاء المفرجي
في ضوء استعدادات (المدى) لإقامة معرض العراق الدولي للكتاب دورة الشاعر مظفر النواب .. استطلعت المدى آراء عدد من المثقفين العراقيين
بشأن أهمية أن تقيم المدى معرضاً للكتاب، وما تأثير هذه الفعالية في المشهد الثقافي العراقي وكانت إجاباتهم :
علي فواز: منافس حقيقي للمعارض الكبرى
صناعة الكتاب وعرضه وتسويقه عمل مؤسسي، وفعل يتطلب تخطيطاً وسياقات إدارية وتنظيمية تجعل من تلك الصناعة ممارسة في تشييد القوة المادية للمعرفة، ولبرامجها ومشاريعها، وأحسب أن مؤسسة المدى وطوال عقود دأبت على تبني ارتياد هذا الافق الثقافي، بوصفه مجالاً لتوسيع مديات صناعة الكتاب، ولدمجها في برامج التنمية الثقافية، وفي سياق تنظيم عمل منتجات الثقافة الشعبية على مستوى الترويج للكتاب، أو على مستوى المشاركة في معارض الكتب الدولية والمحلية، لاسيما إن هذه المعارض، تحوّلت الى ظواهر فاعلة في(السسيولوجيا الثقافية) فضلاً عن كونها من أكثر مظاهر التعبير عن تلك البرامج، وعن أهمية وجود الإدارة المؤسسية الناجحة لدعم زخم المشاركة، وللتعريف بما هو جديد في صناعة الكتاب، وفي استقطاب الفاعلين الثقافيين خلال برامجه وندواته وفعالياته.
ريادة مؤسسة المدى لإقامة معرض بغداد الدولي للكتاب لهذه السنة تُمثّل جدّية هذه المؤسسة في مواصلة مسؤولياتها الثقافية، وفي تنمية جهدها المعرفي، ولدعوة أكبر عدد من المشاركات الدولية والعربية، مثلما تعكس رهاناً وطنياً ومعرفياً على أن تكون دورة هذا المعرض تحدياً كبيراً، واستقطاباً نوعياً للتعريف بالوجه الثقافي لبغداد الذي غيّبته الحروب والاستبدادات والصراعات الأهلية، ولتأكيد المسؤولية المهنية في أن يكون معرض بغداد للكتاب منافساً حقيقياً للمعارض الكبرى في العالم، والتي تحوّلت الى(فضاء عمومي) للتعريف الثقافي، مثلما أضحت من أكثر الظواهر إثارة للاسئلة على مستوى الترويج لصناعة الكتاب، ولدعم فاعلية العقل الثقافي في التواصل والتعريف والتنمية..
الناقد عدنان حسين أحمد: فعّالية ثقافية مهمة
يُعدّ معرض الكتاب الذي تُقيمه مؤسسة المدى فعّالية ثقافية مهمة سواء في هذا الظرف المتعسّر الذي يعيشه العراق أو في الظروف الاعتيادية، فهذا النشاط المعرفي يقترن غالباً بالدولة التي تتسنّم سُدة الحكم وليس بمؤسسة ثقافية على الرغم من أهميتها لأنه يحتاج إلى جهود مضنية، وأموال طائلة كما هو شأن معارض الكتب في الدول العربية أو بقية بلدان العالم. ويبدو أن تفاني الأستاذ فخري كريم قد خرج عن حدّه المألوف في إصدار صحيفة "المدى" وملاحقها المتعددة التي ينتظرها القارئ في على أحرّ من الجمر، إضافة إلى دار المدى للثقافة والنشر وإذاعتها وقناتها التلفازية وما إلى ذلك من أنشطة إعلامية وثقافية وفنية. ولو أردنا أن نكون منصفين لقلنا إنّ تأثير هذا معرض الكتاب لوحده يتجاوز طموح الدولة بكثير لأنه يلبّي تطلعات المثقف العراقي، ويستجيب لحاجاته الثقافية، ويُشبع نهمه المعرفي في الأدب والفن والسياسة والفكر وترجمة الآداب الأجنبية إلى اللغة العربية وجعلها متاحة أمام القارئ وبأسعار معقولة. وإذا كانت الدولة تمارس التجهيل، ونشر الخرافات والأساطير والشعوذة، عن قصد أو من دون قصد، فإن معرض الكتاب هو حدث تنويري بامتياز تفتخر مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون أن تحمل مشعله على مدى عشرة أيام يتردد صداها على مدى عام كامل في نفوس المثقفين العراقيين الذين يبجّلون هذه المناسبة الثقافية المُبهرة.
أحمد شرجي: تفعيل الحِراك الثقافي
تمثل المدى بمختلف أنشطتها الثقافية مركزاً إشعاعياً ثقافياً، بل منذ ولادتها كانت رائدة في إقامة المهرجانات الثقافية والفنية ، ويُعد معرض العراق الدولي الذي تقيمه المدى في بغداد نافذة ثقافية مهمة جديدة في ترسيخ الفعل الثقافي الذي انتهجته .. بغداد تستحق أن يُقام فيها معرض للكتاب بهذا الثقل المعرفي وتنوعه عبر مشاركة العديد دور النشر المهمة عربياً ودولياً ، بحكم العلاقات الوطيدة للمدى مع هذه الدور الكتُبيّة بشكل عام والمثقفين بشكل خاص ، ولهذا يمثل هذا المعرض علامة كتُبيّة مائزة ، بالإضافة الى الأنشطة الثقافية المتنوعة والموازية طيلة ايام المعرض ، والتي ستحول نهارات بغداد ولياليها الى كرنفال ثقافي مهم، تنوع مصادر وجهات التنظيم الثقافي في العراق حالة صحية وإيجابية من أجل تفعيل الحراك الثقافي ودوره التنويري داخل المجتمع العراقي، العراق يحتاج الى أكثر من ( مدى) ليعود مركزاً للكتاب . شكراً للمدى وللقائمين عليها ولكل جهد حقيقي ومخلص لإشعاع سيادة الثقافة في ظل تنامي الجهل والتخلف في بلد الحرف الأول
صلاح حسن: خدمة عظيمة للثقافة
من الضروري جداً أن تقيم المدى معرضاً للكتاب وهي ذات الخبرة والكفاءة في هذا المجال مما يجعل هذه المعارض التي ستقيمها مستقبلاً ذا أهمية بالغة في ظروفنا الحالية التي أفرزت أعداداً كبيرة من الأطفال الأميّين . من المؤكد أن المدى ستقيم معارض نوعية وستختار ما يفيد القارئ العراقي لأنها أدرى بما يجري في الشارع العراقي ويمكنها أن تقدم الكثير من الكتب المفيدة على كافة الأصعدة وليس في مجال الأدب فقط . إنْ حصل وأقامت المدى هذه المعارض فأنها تقدم خدمة عظيمة للثقافة والفن العراقيين ونتمنى أن يحدث ذلك .
نعيم عبد مهلهل: خطوة إلى الأمام
تعتني المدى بصناعة الكتاب وهي عريقة في صناعته ونشره .وطالما كانت عناوين كتب المدى ومضامينها بتنوع معرفي رصين .ليأتي معرضها البغدادي هذا جزءاً من مشروع حضاري لتدويل ثقافة بغداد التي أرسى المأمون بيت حكمتها وأسس علماء اللغة فيها مشروع الثقافة العربية الأولى منذ ألف ليلة وليلة والى اليوم.
المدى صحيفة ودار نشر تأخذ ريادة الشيء الجديد في ثقافة بغداد عبر معرض بغداد الدولي للكتاب فأراه نافذة ينبغي أن ننصف فيها العناوين الجديدة وندعو إليها من يستحق لندعوه ليمثل ثقافة العراق وعرض منجزه وتصوراته في إنجاح هكذا تظاهرة ثقافية في هذه الدورة والقادمات من الدورات التي أتمنى أن تكون تقليداً سنوياً يجعل من الثقافة العراقية وصورة الحياة الجديدة لعراق ديمقراطي وحر ومتنور.
اعتقد أن معرضاً كهذا هو خطوة نتقدم فيها إلى الأمام من أجل ترصين عمل المؤسسات الثقافية في خدمة الكتاب صناعة وتصديراً وجعله محطة التقاء لعشرات دور النشر العربية والعالمية.
توفيق التميمي: رسالة للعالم باستعادة دور بغداد
ليس جديداً أن تقيم المدى معرضاً للكتاب وهي التي أقامت معارض عالمية في مدينة أربيل اثبتت خلالها إنها المؤسسة الثقافية العراقية القادرة بحق على تنشيط مفاصل الثقافة العراقية في مناحيها المدنية ومجالاتها المختلفة بما عجزت عنه المؤسسة الحكومية متمثلة بوزارة الثقافة ودوائرها العاطلة الفاشلة
المدى تحضر الى العاصمة في معرض كتابها العالمي هي رسالة للعالم باستعادة دور بغداد في الريادة الثقافية وإنها حاضنة للابداع العربي والإنساني والمدى بكل خبراتها المتراكمة وعلاقاتها الوشيجة الطيبة بمثقفي وكتّاب العالم ودور نشره لهي قادرة وجديرة لإيصال هذه الرسالة الثقافية الإنسانية الى مدياتها الكونية لتقول للعالم إن بغداد مازالت مركز استقطاب المفكرين والمثقفين وصناع الجمال في العالم لأنها استعادت سلامها وأمنها الذي اختطفتها عصابات وميليشيات طارئة وها هي المدى المؤسسة الثقافية العراقية الأصيلة هي صاحبة سبق الريادة بخبرتها وإدارتها الناجحة لمثل هذه الفعاليات في إيصال هذه الرسالة نتمنى أن تتواصل هذه المؤسسة العراقية بدورها التنويري والنهضوي في إبراز الثقافة العراقية ورموزها للعالم من خلال معارضها العالمية وغيرها من الفعاليات التي تقوم بها المدى على مدار السنة.
الروائي صادق الجمل: سبقُ الاحتفاء والاحتفال بكل جديد
للتاريخ أقول إن للمدى سبق الاحتفاء والاحتفال بكل جديد وما يصدر من كتب في جميع المجالات لترفد المكتبة العربية عامة والعراقية خاصة ، أذكر تماماً كيف بذلت المدى جهداً معرفياً بعد التغيير حينما كانت توزع مع كل نسخة من جريدتها الغراء كتاباً بالمجان وهذا لعمري عمل لا يقدر بثمن. إن المعارض التي تقيمها المدى إسهامة كبيرة في نشر الثقافة والوعي بيننا ونحن الذين حُرِمنا في الأزمنة السابقة من أفق انتشار المعارض التي تتنوع فيها الأيدلوجيات باختلاف الأفكار وهذه رسالة وطنية إنسانية بعيدة عن التقوقع والنظرة للحياة بعين واحدة وللمدى تجارة ثقافية رابحة معنوياً وربما (خاسرة) مادياً حيث تعرض مطبوعاتها وبخصم يصل أحياناً الى 50٪ من أجل تشجيع الجيل الجديد على التزود بالعلم والثقافة. ناهيك عن ملاحقة الإبداع والمبدعين في كل مجالات الحياة ونشر نتاجاتهم واستضافتهم كي يدلوا بدلوهم استزادةً ومعرفة للتاريخ الإنساني والنِتاج المعرفي... أشد على يد العاملين فيها ولمؤسسها وألف تحية حب وتقدير للأستاذ علاء المفرجي الذي صار جزءاً من صورة المدى..
صميم حسب الله: إثراء الجوانب الفكرية
يشكل أي فعل ثقافي حضوراً فاعلاً في المجتمع ، وتأتي إقامة المعارض الفنية ومعارض الكتاب والمهرجانات الفنية والأدبية في طليعة تلك النشاطات لما فيها من تنوع في الأشكال الثقافية التي يتم تقديمها في تلك المحافل الثقافية.
ويُعد معرض المدى للكتاب أحد أهم الأفعال الثقافية التي يمكن لها أن تترك أثراً عميقاً في الأوساط الثقافية لما يمكن أن يحتويه من تنوع في المطبوعات ، فضلاً عن ما يمكن أن يتضمنه معرض الكتاب من فعاليات ونشاطات يمكن أن تسهم في إثراء الجوانب الفكرية عند زوار المعرض لما تتضمنه من ندوات و حلقات نقاشية يتم فيها استضافة أبرز الكتاب والمفكرين في التخصصات الثقافية والعلمية المتنوعة ، من جهة أخرى يمكن أن يسهم معرض المدى للكاتب في دعم المنجز الثقافي العراقي ومحاولة تسويقه عن طريق مشاركة دور النشر العربية والعالمية والتي ستكون حاضرة في المعرض ، كما يمكن لمعرض المدى للكتاب أن يكون مفيداً من الناحية الاجتماعية عن طريق إعادة حضور الكتاب والتأكيد على دوره في بناء المجتمع ، وهي محاولة لإعادة إحياء المقولة الشهيرة ( القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ) وهي مقولة ظلت حاضرة في الثقافة العربية لسنين طويلة ، وقد يسهم إقامة معرض المدى للكتاب في إعادة الحياة لتلك الفكرة ،إذ كان المثقف العراقي في طليعة القرّاء والمتابعين لأحدث الإصدارات التي كانت تؤلف أو تترجم هنا أو هناك ، من جهة أخرى فإن إقامة معرض المدى للكتاب ، قد تسهم في إعادة الحياة إلى الكتاب بوصفه ( خير جليس في الزمان كتاب) ، بعد أن سيطرت التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي على العقل العراقي المنتج للمعرفة .. لأننا ننتمي في النهاية إلى أمة اقرأ.